قصص وعبر| الزوجة هربت من حريق الحب بملابس النوم

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

انتابها صمت عميق يسبقه دموع تتساقط فوق وجنتيها ببطء شديد، تنظر إلى السماء في حزن وكأنها تعاتب نفسها على شيء فعلته، بعدما اعتقدت أن حبها لزوجها باقة الورد الوحيدة التي لا تذبل مهما كانت الخلافات أو النزاعات، ولم تكن تعلم بأن زوجها الذي نشأت بينهما قصة حب عنيفة لمدة ٤ سنوات توجت بالزواج أنه سيقوم بحرق عش الزوجية ويساومها مما اضطرها للهرب بملابس النوم.


توجهت الزوجة العروس بعد ليلة زفافها إلى عش الزوجية وهي على يقين تام بأن حبهما كالجبل لا تستطيع زلازل الفرقة تدميره.

 لم تمض بعش الزوجية غير أيام معدودات عرفت خلالها معنى السعادة والحب الحقيقي حتى جاءت الطامة الكبرى، والكارثة التي زعزعت كيانها وبثت الرعب والهلع في نفسها ذلك عندما حاول الزوج تغيير أسطوانة البوتاجاز فاشتعلت النيران، وأتت على جميع محتويات الشقة وأثاثها، فما كان منها إلا أن هرولت مسرعة تسابق قدميها الرياح غير مبالية بأنها ترتدي ملابس النوم تنطلق الصرخات من بين ثنايا فمها في محاولة للاستغاثة، سارع الجيران لإنقاذ الزوج، بينما امسكت إحدى جيرانها بعباءة تستر بها جسد الزوجة التي وقعت مغشيا عليها من هول المشهد.

توجهت الزوجة للإقامة بمنزل عائلتها، وأصابتها حالة من الإعياء الشديد، وما إن توجهت إلى الطبيب الذي أثلج صدرها بعدمل أخبرها بأنها حامل، تبدلت علامات الحزن من على وجهها وحلت محلها ملامح السعادة والأمل، انطلقت منشرحة الصدر مبتهجة الفؤاد تخبر زوجها لكن رد فعله وقع على رأسها كالصاعقة وفوجئت به يساومها ورفضه بعدم استخراج شهادة ميلاد للطفل باسمه إلا بعد أن يقوم والدها بإعداد عش الزوجية مرة أخرى وشراء الأثاث لأنه لا يمتلك نقود. 


أجهشت الزوجة في بكاء مرير من ردة فعله، تحاور نفسها في قلق، تشابكت الأفكار في رأسها وكبلتها وشلت حركتها فأي حل تختار، وأي عمل تقوم به، هدأ الأب من روعها وعرض على الزوج أنه سوف يتقاسم معه في إعداد وشراء أثاث عش الزوجية لكن الزوج أصر على موقفه بأن يتحمل الأب كل التكاليف، مما أثار غضب الزوجة التي قررت التخلص من هذا الزوج الذي أحرق حبها وتجرد من كل المشاعر الانسانية وطمعا في أموال أبيها.

توجهت إلى قسم الشرطة وقامت بتحرير محضر لإجباره على الاعتراف بنسب الطفل واستخراج شهادة ميلاد له، وتقدمت برفع دعوى طلاق للضرر منه والاحتفاظ بجميع حقوقها الشرعية.